السبت، 13 أكتوبر 2012

ثلاث قضاة المتشدد والمعتدل والمميع

قضية قتل متهم فيها رجل قام بقتل رجل آخر وعند التحقيق معه إعترف ولكن دافع عن نفسه بقوله أن ابوه لم يحسن تربيته ولم يعلمه الصح من الخطأ
ثم ذهبت القضية للقضاء للحكم فيها فعرضت على ثلاث قضاة
القاضي الاول حكم على المتهم بالإعدام وسجن أبوه الذي اهمل في تربيته 15 سنه
القاضي الثاني حكم على المتهم بالإعدام
القاضي الثالث حكم على المتهم بالسجن 25 سنه

فكان الرد من المستمعين للأحكام


 أهل المتهم 
قالوا عن القاضي الأول ظالم ومتشدد 
قالوا عن القاضي الثاني ظالم 
قالوا عن القاضي الثالث عادل

المحامون وأهل القانون
قالوا عن القاضي الأول ظالم ومتشدد 
قالوا عن القاضي الثاني عادل
قالوا عن القاضي الثالث مميع ولم يحكم بالقانون

أهل القتيل
قالوا عن القاضي الاول عادل ومنصف
قالوا عن القاضي الثاني مميع
قالوا عن القاضي الثالث ليس بقاضي بل هو جاهل وعليه ترك القضاء 

فحدث شجار إقترح المحامون الرجوع للقانون ليفصل بينهم
وجدوا أن القانون يقول أن القاتل يقتل
ولم يجدوا انه يسجن
أو ان أبوه أو من لم يعلمه يسجن
فثبت أن القاضي الثاني هو القاضي العادل الذي حكم بالقانون
لكن أهل المتهم قالوا أن القاضي الثالث عمل بروح القانون وحكم بالعدل
أهل القتيل قاولوا أن القاضي الاول هو من حكم بالعدل لأنه عاقب كل من له مسؤليه حتى وإن لم يرتكب الجريمه فلقد أثلج صدورنا 
وما قالوه قالوه على حسب هواهم لانهم يريدون هذا والعدل الحقيقي ليس بتمييع القانون وليس بالتشدد ولكن لتطبيق القانون
فالعدل الحقيقي هو مافعله القاضي الثاني

 ما سبق هو مثال لحال المسلمين اليوم
اصبح كل شخص يصنف الناس على حسب أهواءه يقول هذا متشدد وهذا مميع وهذا وسطي معتدل
وأهل العلم يحاولون  دائما توجيه الناس للشريعه للحكم بينهم لإزالة اخلاف لكن كل شخص يرى أنه صواب ولا داعي للرجوع للأصل
بل عند الرجوع للأصل نجد كل شخص يحاول أن يخرج بتفسير يناسب هواه
 قبل أن تطلق الأحكام على الناس هذا متشدد وهذا عادل وهذا مميع عد للأصل وللقانون الرباني وهو الشريعه
القرآن والسنه ليس بفهم فلان او علان ولكن بفهم اكثر الناس قربا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الكرام

لنأخذ مثال عملي أرهق الناس من الحديث به ولو رجعوا للشريعه لإرتاحوا
اللحية

الفئه الأولى قالت هي عاده وليست عباده

الفئه الثانيه قالت هي سنه واجبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلها مثاب وتاركها آثم

الفئه الثالثه قالت نفس ما قالته الفئه الثانيه وزادت عليه انه يجب مع اللحية إرتداء الجلباب وغطاء الرأس


أتباع الفئه الأولى قالوا أن رايهم صحيح واللحية تشدد
وقالوا عن الفئه الثانيه متشددون
وقالوا عن الفئه الثالثه متشددون ومتعصبون

الفئه الثانيه قالت عودوا للسنه وهي الحكم بيننا

الفئه الثالثه قالت عن الأولى كفار
 وعن الثانيه مميعين

ولو عدنا للسنه
لوجدنا أن كلام الفئه الثانيه هو الصحيح

فبنص احاديث رسول الله وقول جل أهل العلم على مر التاريخ الإسلامي من العلماء الثقات
نجد أن اللحية واجبه ليست عاده كما قالت الفئه الأولى ولا يجب معها إرتداء الجلباب وغطاء الراس كما قالت الفئه الثانيه
نعم القميص والقميص هو ما يسميه أهل العصر الآن الجلابيه هو من السمت الإسلامي لكنه ليس واجب كاللحية
لذا علينا ان نتعلم شئ من هذا الموضوع أن لا نتكلم في الدين برأينا ولا نوزع ونصنف الناس هذا متشدد وهذا مميع وهذا فاسق إلا بالعوده للشريعه هي التي تصنف وهي التي تحكم وليس أهواءنا الشخصيه وليس لأننا قد نكون مقصرين في امر من أمور الدين حتى نرضي انفسنا ننكر الأمر من الدين
الأولى أن نعترف بتقصيرنا ونشجع من إستطاع ان يطبق أوامر الله لعل الله يعفو عنا وياذن لنا بالطاعه     
ولنتذكر دائما انه من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا لا يحق لك بعد أن آمنت أن تنكر اوامر الله قد تعصي فلا أحد معصوم إلا رسول الله ولكن لا تنكر ولا تحارب أوامر الله وسنة رسول الله فهذا أمر عاقبته شديده
وأختم بقول الله تعالى
 {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36   
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق